تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية: 7 فوائد ومخاطر وكيفية التعامل معها بذكاء

By: Dr Carla Kesrouani أكتوبر 12, 2025 no comments

تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية: 7 فوائد ومخاطر وكيفية التعامل معها بذكاء

في السنوات الأخيرة، اصبحت السوشال ميديا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، السوشال ميديا هي المنصة التي يشارك فيها الناس لحظاتهم، يتابعون الأخبار، يتواصلون مع العالم. ومع ذلك، فإن تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية أصبح محور اهتمام العلماء والأطباء النفسيين على حد سواء، لما تحمله من فوائد كبيرة ومخاطر محتملة على توازننا العاطفي وسلوكنا الاجتماعي.


الفوائد الإيجابية لاستخدام السوشال ميديا

التواصل الاجتماعي وتبادل الدعم النفسي

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة رائعة لتقوية الروابط الاجتماعية، خصوصًا لمن يعيشون في عزلة أو بعيدين عن عائلاتهم. فقد أثبتت الدراسات أن التفاعل عبر المنصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك يمكن أن يخفف من مشاعر الوحدة ويعزز الشعور بالانتماء والدعم النفسي.

الوصول إلى المعلومات والوعي الصحي

تساعد السوشال ميديا في نشر الوعي حول القضايا النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والعلاج الذاتي. العديد من المختصين النفسيين يستخدمون هذه المنصات لتثقيف الجمهور وتقديم نصائح مبنية على خبرة علمية، مما يسهم في كسر وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية.

تنمية المهارات وتطوير الذات

من خلال الدورات المجانية والمحتوى التحفيزي المنتشر على السوشال ميديا، يمكن للمستخدمين تطوير مهاراتهم، سواء في إدارة الوقت أو التفكير الإيجابي أو تحسين الصحة النفسية عبر الممارسات الذهنية (Mindfulness).


الآثار السلبية والمخاطر النفسية للسوشال ميديا

الآثار السلبية والمخاطر النفسية للسوشال ميديا
الآثار السلبية والمخاطر النفسية للسوشال ميديا

الإدمان الرقمي وتشتت الانتباه

من أبرز المخاطر هو الإدمان الرقمي، حيث يقضي المستخدم ساعات طويلة في التصفح دون هدف، مما يسبب اضطراب النوم وضعف التركيز وزيادة التوتر. هذا النوع من السلوك يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية ويؤثر على العلاقات الواقعية.

المقارنة الاجتماعية والشعور بالنقص

رؤية حياة الآخرين المثالية على الإنترنت تخلق شعورًا غير واقعي بالمقارنة، مما يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات، خاصة لدى المراهقين. فالمحتوى المفلتر والمنمق يعزز الإحساس بالنقص وعدم الرضا عن الذات.

العزلة والاكتئاب

رغم التواصل الظاهري، إلا أن الاستخدام المفرط للسوشال ميديا قد يؤدي إلى العزلة النفسية. فقد وجدت بعض الأبحاث أن الاستخدام المفرط يزيد من خطر الاكتئاب والقلق بسبب الانفصال عن التواصل الواقعي.


كيفية التعامل الصحي مع السوشال ميديا

تحديد أوقات محددة للاستخدام

من أفضل الاستراتيجيات لتقليل التأثير السلبي هي تحديد وقت يومي لاستخدام السوشال ميديا، مثل 30 دقيقة صباحًا و30 دقيقة مساءً، مع الامتناع عن استخدامها قبل النوم مباشرة.

تنظيف بيئة المتابعة الرقمية

تابع فقط الحسابات التي تلهمك وتضيف لقيمك، وتجنّب الحسابات التي تثير القلق أو المقارنة السلبية. تذكّر أن “زر الحذف” هو أداة لصحتك النفسية.

تعزيز الوعي الذاتي والراحة النفسية

مارس التأمل أو الوعي الذاتي أثناء تصفحك. اسأل نفسك: “هل هذا المحتوى مفيد لي؟” إذا كانت الإجابة لا، فابتعد فورًا.


نصائح للآباء والمراهقين حول استخدام السوشال ميديا

ينبغي على الآباء وضع قواعد واضحة لاستخدام الإنترنت، وتشجيع أبنائهم على ممارسة أنشطة واقعية بديلة مثل القراءة أو الرياضة. كما يجب فتح حوار صريح مع الأبناء حول تأثير المقارنة والمحتوى المضلل المنتشر على الإنترنت.


دور المؤسسات والمجتمع في تعزيز الاستخدام الواعي للسوشال ميديا

على المدارس والمؤسسات الإعلامية أن تلعب دورًا توعويًا في تعليم مهارات التفكير النقدي الرقمي، وتشجيع حملات حول الصحة النفسية الرقمية للحد من الضغوط الإلكترونية.


أسئلة شائعة حول تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية

1. هل يمكن أن تسبب السوشال ميديا الاكتئاب؟
نعم، الاستخدام المفرط والمقارنة المستمرة يمكن أن يؤدي إلى أعراض اكتئاب وقلق.

2. كيف يمكنني حماية نفسي من التأثير السلبي للسوشال ميديا؟
عن طريق تحديد وقت الاستخدام، ومتابعة محتوى إيجابي، وممارسة الوعي الذاتي.

3. هل السوشال ميديا مفيدة للصحة النفسية؟
نعم، إذا استخدمت باعتدال وبهدف التواصل والتعلم، يمكن أن تكون أداة مفيدة للدعم النفسي.

4. هل المراهقون أكثر عرضة للتأثر بالسوشال ميديا؟
بالتأكيد، فهم في مرحلة بناء الهوية وتقدير الذات، لذا يجب مراقبة استخدامهم.

5. هل حذف تطبيقات التواصل يساعد على تحسين المزاج؟
في كثير من الحالات، التوقف المؤقت عن الاستخدام يساعد في تحسين التركيز وتقليل القلق.

6. ما هو “الصيام الرقمي”؟
هو الامتناع عن استخدام الإنترنت لفترة محددة لإعادة التوازن النفسي والذهني.

الخاتمة

يبقى تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية مسألة توازن. ليست المشكلة في المنصات نفسها، بل في طريقة استخدامها. يمكن للسوشال ميديا أن تكون مصدرًا للدعم والتحفيز، أو بابًا للقلق والعزلة. المفتاح هو الوعي والاعتدال في الاستخدام.

إذا شعرت أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بدأ يؤثر سلبًا على حالتك النفسية أو علاقاتك، أو أن الأفكار السلبية المتكرّرة تمنعك من التقدم، من المفيد جدًا اللجوء إلى استشارة متخصصة. يمكنك التواصل مع الدكتورة كارلا كسرواني، الأخصائية في الصحة النفسية والعلاج السلوكي المعرفي، والتي تستخدم بين أدواتها العلاج التحويلي السريع RTT لتمكينك من تجاوز المعتقدات السلبية واستعادة توازنك النفسي.

التواصل مع متخصّص مثل د. كارلا يمكن أن يوفر خطة علاجية مخصصة لك، تجمع بين التقنيات النفسية مثل العلاج المعرفي، الوعي الذاتي، وربما جلسات RTT للوصول إلى فائدة أسرع وأكثر استدامة.

تابعنا على فيس بوك