الصحة النفسية لمرضى السرطان: دعم نفسي ومتكامل
الصحة النفسية لمرضى السرطان: دعم نفسي ومتكامل
يُعتبر تشخيص السرطان تجربة حياتية صادمة، لا تؤثر فقط على الجسد، بل تترك أثرًا عميقًا في النفس. فبين الخوف من المجهول، والعلاجات المكثفة، وتغير نمط الحياة، يعاني العديد من المرضى من اضطرابات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، والتوتر المزمن. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أهمية الصحة النفسية لمرضى السرطان، ونوضح كيف يمكن للدعم النفسي المتكامل أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في رحلة العلاج.
لماذا تعتبر الصحة النفسية أساسية في علاج السرطان؟
غالبًا ما يتم التركيز على الجانب الجسدي من مرض السرطان، لكن الواقع يثبت أن الصحة النفسية تلعب دورًا محوريًا في الاستجابة للعلاج وتحسين جودة الحياة. تشير الدراسات إلى أن المرضى الذين يحصلون على دعم نفسي منتظم يكونون أكثر قدرة على التكيّف مع المرض، وأقل عرضة للانسحاب الاجتماعي أو فقدان الأمل.
أبرز الاضطرابات النفسية الشائعة بين مرضى السرطان:
1-القلق من نتائج الفحوصات أو العلاجات
2-الاكتئاب بسبب تغير نمط الحياة وفقدان بعض القدرات
3-الخوف من الانتكاسة أو الموت
4-اضطرابات النوم والتعب الذهني
كيف يُسهم الدعم النفسي المتكامل في رحلة الشفاء؟
يُقصد بالدعم النفسي المتكامل تلك البرامج والخدمات التي تعالج المريض من منظور شامل، يأخذ بعين الاعتبار الجسد، النفس، والعلاقات الاجتماعية. ويشمل ذلك:
- العلاج النفسي الفردي
يوفر مساحة آمنة للمريض للتعبير عن مشاعره، والتعامل مع التغيرات النفسية التي يمر بها. - العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعد في تغيير الأفكار السلبية وتحفيز نمط تفكير أكثر إيجابية. - العلاج التحويلي السريع (RTT)
يُعد العلاج التحويلي السريع (Rapid Transformational Therapy) من الأساليب الحديثة والفعّالة في التعامل مع الجوانب النفسية العميقة المرتبطة بالسرطان. يعتمد هذا العلاج على الدمج بين التنويم الإيحائي والعلاج السلوكي والمعرفي، بهدف الوصول إلى جذور المشكلات النفسية المخزنة في العقل الباطن، وإعادة برمجة الاستجابات السلبية.
بالنسبة لمرضى السرطان، يمكن أن يساعد RTT في تقليل مشاعر الخوف، وتعزيز القوة الذهنية، وتخفيف الألم النفسي المرتبط بالتجربة المرضية. والميزة الأهم في هذا العلاج هي نتائجه السريعة نسبيًا، التي قد تظهر منذ الجلسات الأولى، مما يجعله خيارًا فعّالًا ضمن خطة دعم نفسي متكامل. - جلسات الدعم الجماعي
تمنح المرضى شعورًا بأنهم ليسوا وحدهم، وتعزز من قدرتهم على مشاركة تجاربهم وتلقي الدعم من آخرين يمرون بتجارب مشابهة. - الدعم الأسري والعائلي
يُعتبر إشراك الأسرة في البرنامج النفسي أمرًا حيويًا، إذ يُسهّل عملية التفاهم والتواصل، ويقلل من الضغوطات.
دور المتخصصين في علم النفس الطبي
يلعب الأخصائي النفسي دورًا مهمًا في الكشف المبكر عن الأعراض النفسية المصاحبة للسرطان، وتقديم خطة علاجية مناسبة. ويُفضل أن يكون هذا الأخصائي جزءًا من الفريق الطبي المعالج، ضمن مقاربة متعددة التخصصات تضمن رعاية شاملة ومتوازنة.
نصائح لتعزيز الصحة النفسية أثناء علاج السرطان
1-لا تتردد في طلب المساعدة النفسية
2-خصّص وقتًا للاسترخاء والأنشطة المحببة
3-تواصل مع من تثق بهم من العائلة أو الأصدقاء
4-مارس تمارين التأمل أو اليوغا لتقليل التوتر
جرّب تقنيات مثل RTT لتجاوز الصدمات النفسية
5-حافظ على نظام غذائي متوازن ونمط نوم منتظم
في الختام
إن الصحة النفسية لمرضى السرطان ليست ترفًا، بل حاجة أساسية تسهم في تعزيز الاستجابة للعلاج وتحسين جودة الحياة. ومن خلال الدعم النفسي المتكامل، بما في ذلك أساليب فعّالة مثل العلاج التحويلي السريع (RTT)، يستطيع المريض أن يستعيد إحساسه بالسيطرة، ويواجه المرض بإيجابية وقوة.
في عيادة د. كارلا كسرواني، نؤمن بأهمية الدمج بين العلاج الطبي والدعم النفسي، ونوفّر برامج مخصصة تراعي احتياجات كل مريض. لأنك لا تواجه السرطان وحدك.
للحصول على استشارة أو دعم نفسي متخصص، يمكنكم التواصل مباشرة مع الدكتورة كارلا كسرواني عبر واتساب لمتابعة حالتك النفسية بشكل مهني وشامل.