الصحة النفسية للأطفال: علامات التحذير وكيفية التعامل معها

By: Dr Carla Kesrouani مايو 7, 2025 no comments

الصحة النفسية للأطفال: علامات التحذير وكيفية التعامل معها

مقدمة
الصحة النفسية للأطفال ليست أقل أهمية من صحتهم الجسدية. بل هي الركيزة الأساسية لنموهم الاجتماعي، العاطفي، والسلوكي. وفي عالم اليوم المتسارع والتكنولوجي، تتعرض نفسية الأطفال لضغوط غير مسبوقة قد تمر أحيانًا دون أن يلاحظها الأهل أو المعلمون. من هنا تأتي أهمية التعرف على علامات التحذير المبكرة للمشاكل النفسية وكيفية التعامل معها بشكل فعّال يراعي احتياجات الطفل النفسية والعاطفية.

ما المقصود بالصحة النفسية للأطفال؟

الصحة النفسية للطفل تشير إلى حالته العاطفية والاجتماعية وكيفية تعامله مع التوتر، وبناء العلاقات، واتخاذ القرارات. الطفل السليم نفسيًا يستطيع التعبير عن مشاعره، التعامل مع الإحباط، والتكيف مع التغييرات. أما في حالة وجود اضطراب نفسي، فقد يظهر ذلك على شكل سلوكيات غريبة، أو تقلبات مزاجية، أو صعوبات في التفاعل الاجتماعي.

علامات التحذير المبكرة لمشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال:

1- تغيّرات سلوكية واضحة:

-العزلة المفاجئة عن الأصدقاء والعائلة.

-سلوك عدواني أو عنيف تجاه الآخرين.

-التعلق الزائد بالأهل أو الخوف المفرط من الانفصال.

2- تراجع دراسي مفاجئ:

-انخفاض في التركيز والانتباه.

-فقدان الحماس للتعلم أو اللعب.

-شكاوى متكررة من الذهاب إلى المدرسة.

3- مشاكل في النوم أو الأكل:

-أرق أو كوابيس متكررة.

-التبول الليلي بعد سن السيطرة.

-فقدان أو زيادة مفرطة في الشهية.

4- شكاوى جسدية غير مبررة:

-صداع أو آلام في المعدة دون سبب طبي.

-شعور دائم بالإرهاق أو التعب.

-زيارات متكررة للطبيب بدون نتيجة واضحة.

5-تعبيرات لفظية مقلقة:

-عبارات مثل “أنا غبي” أو “لا أحد يحبني”.

-حديث عن الموت أو الرغبة في الاختفاء.

-مشاعر مستمرة من الحزن أو القلق.

أسباب مشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال:

1-التنمر في المدرسة أو عبر الإنترنت.

2-تفكك الأسرة أو وجود صراعات منزلية مستمرة.

3-الضغوط الأكاديمية والتوقعات العالية من الأهل.

4-تجارب صادمة مثل الحوادث، فقدان أحد الوالدين، أو الكوارث.

5-العوامل الوراثية التي تزيد القابلية لاضطرابات مثل القلق أو الاكتئاب.

كيف يمكن للأهل التعامل مع هذه التحديات؟

  1. المراقبة دون رقابة مفرطة:
    من المهم أن يلاحظ الأهل سلوك أطفالهم بشكل يومي دون تضييق أو إشعار الطفل بأنه تحت المراقبة المستمرة.
  2. توفير مساحة آمنة للتعبير:
    شجع الطفل على التحدث عن مشاعره، حتى السلبية منها، دون الخوف من العقاب أو السخرية.
  3. استخدام القصص واللعب كأدوات تشخيص:
    غالبًا ما يعبّر الطفل عن مشاعره الحقيقية من خلال الرسم أو اللعب. انتبه إلى المواضيع التي يظهرها في خياله.
  4. تجنب المقارنة مع الآخرين:
    مقارنة الطفل بأشقائه أو أصدقائه تؤثر سلبًا على احترامه لذاته وتزيد من توتره.
  5. اللجوء إلى أخصائي نفسي:
    إذا استمرت العلامات لأكثر من أسبوعين، فمن الأفضل استشارة أخصائي في الصحة النفسية للأطفال لتقييم الحالة ووضع خطة تدخل مناسبة.

متى يجب القلق؟

إذا لاحظت أن سلوك الطفل تغير بشكل جذري وأصبح يؤثر على أدائه اليومي، أو بدأ في الانعزال التام، أو ظهرت عليه ميول عدوانية أو اكتئابية مستمرة، فإن هذا يتطلب تدخلاً عاجلاً. الانتظار قد يؤدي إلى تعقيد الحالة ويجعل العلاج أكثر صعوبة.

خاتمة
إن رعاية الصحة النفسية للأطفال لا تقتصر على التدخل عند ظهور المشاكل، بل تبدأ من تربية قائمة على الدعم، الأمان، والحب غير المشروط. إن منح الطفل المساحة للتعبير والتطور في بيئة صحية هو أساس الوقاية من الكثير من الاضطرابات النفسية مستقبلاً. تذكّر أن الطفل لا يملك دائماً القدرة على شرح ما يشعر به، فكن أنت من يُحسن الاستماع والملاحظة والاحتواء.

إذا لاحظت على طفلك أي من علامات التحذير المذكورة أو كنت بحاجة إلى استشارة متخصصة في مجال الصحة النفسية للأطفال، يمكنك التواصل مع الدكتورة كارلا كسرواني، أخصائية العلاج النفسي ، والتي تمتلك خبرة واسعة في التعامل مع الأطفال والمراهقين.

للمزيد من المعلومات أو لحجز جلسة، يرجى زيارة الموقع الرسمي:
🌐 www.carlakesrouani.com
أو التواصل عبر الواتساب

الدعم المبكر يصنع فارقًا كبيرًا في حياة الطفل، فلا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو صحته النفسية السليمة.

How can I help you?