تأثير الحرب في لبنان على الصحة النفسية: أفضل نصائح وتوجيهات للتغلب على الضغوط النفسية في لبنان عام 2024
By: Dr Carla Kesrouani
Categories:
تأثير الحرب في لبنان على الصحة النفسية: أفضل نصائح وتوجيهات للتغلب على الضغوط النفسية في لبنان عام 2024
يعيش لبنان حاليًا واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخه، تعتبر الحرب في لبنان من أكثر العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد في لبنان. النزاعات المسلحة والصراعات العنيفة تترك آثارًا طويلة الأمد على النفوس، مما يتسبب في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة في لبنان. في هذا المقال، سنستعرض تأثير الحرب في لبنان على الصحة النفسية، ونقدم نصائح وتوجيهات للمواطنين في لبنان للتغلب على هذه الضغوط.
تأثير الحرب في لبنان على الصحة النفسية:
تُعدّ الحرب من أكثر الأزمات التي تُسبب تداعيات واسعة وعميقة على المجتمعات، ومن بين تلك التداعيات تبرز الآثار النفسية التي يمكن أن تكون مدمرة وطويلة الأمد في لبنان، الذي عانى من سنوات طويلة من النزاعات المسلحة والحروب الأهلية، نجد أن الأثر النفسي لهذه الصراعات قد ترك بصماته على العديد من جوانب الحياة اليومية. وقد تجسدت هذه التأثيرات في اضطرابات نفسية متعددة منها القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة. كما أن الأجيال التي نشأت في ظل هذه الظروف باتت تعاني من آثار تراكمية، مما يعكس حجم التأثير الكبير للحرب على الصحة النفسية للبنانيين. في السطور التالية، سنستعرض أهم هذه التأثيرات النفسية الناجمة عن الحرب في لبنان.
زيادة معدلات اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD):
يعاني العديد من الأفراد الذين شهدوا الحروب من اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي تتجلى في كوابيس متكررة، ذكريات مؤلمة، وردود فعل مبالغ فيها على المواقف اليومية.
الاكتئاب والقلق:
الحرب تترك آثاراً مدمرة على الأفراد والمجتمعات، حيث تؤدي الخسائر البشرية والمادية وانعدام الأمن والاستقرار إلى شعور مستمر بالقلق والحزن العميق. هذه الظروف تجعل الأفراد يعيشون في حالة من الضغط النفسي المستمر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. فقدان الأحباء وتدمير الممتلكات وعدم القدرة على تأمين مستقبل مستقر يساهم بشكل كبير في الشعور بالعجز واليأس، وهي عوامل رئيسية تؤدي إلى الاكتئاب.
اضطرابات النوم:
الكثير من المواطنين في لبنان يعانون من مشاكل في النوم نتيجة الحرب والنزاعات المستمرة. الكوابيس والذعر الليلي أصبحت من الأمور الشائعة بسبب التجارب الصادمة والخوف المستمر من الأوضاع الأمنية المتدهورة. عدم القدرة على النوم بشكل جيد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية. الأرق المزمن يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب ويضعف قدرة الأفراد على التعامل مع الضغوط اليومية.
التوتر العائلي والاجتماعي:
النزاعات المسلحة تخلق بيئة من التوتر والخوف التي تؤثر سلباً على العلاقات الأسرية والاجتماعية. العائلات التي تعيش في ظل الحرب تواجه ضغوطاً كبيرة تؤدي إلى زيادة معدلات العنف الأسري والتوتر بين أفراد الأسرة. هذه البيئة المضطربة تؤدي إلى تآكل الروابط الاجتماعية وزيادة العزلة والشعور بالوحدة، مما يسهم في تدهور الصحة النفسية. التوتر العائلي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية متعددة مثل القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك.
تراجع الصحة العامة:
بسبب نقص الخدمات الصحية ونقص التغذية، تتراجع الصحة العامة للمتضررين من الحرب. الوضع الصحي المتدهور يزيد من الضغوط النفسية على الأفراد، حيث يشعرون بالعجز إزاء عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة. تدهور الصحة الجسدية يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، حيث أن المعاناة من الأمراض والمشاكل الصحية المزمنة يمكن أن تزيد من مستويات القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، سوء التغذية ونقص الغذاء يؤثران سلباً على الوظائف العقلية والمزاجية، مما يزيد من تفاقم الحالة النفسية للمتضررين.
هذه العوامل مجتمعة تسهم في تكوين بيئة من الضغط النفسي الشديد الذي يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد في لبنان، مما يستدعي ضرورة التدخل الفوري لتقديم الدعم النفسي والمساعدة الطبية لتحسين أوضاع المتضررين.
طرق تفريغ الضغط النفسي:
تعتبر إدارة الضغط النفسي والتوتر من الأمور الحيوية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. مع تزايد متطلبات الحياة اليومية وتعدد المسؤوليات، أصبح من الضروري البحث عن وسائل فعالة لتفريغ هذا الضغط النفسي المتراكم. توفر العديد من الطرق والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأفراد على التعامل مع التوتر بفعالية، مما يعزز من شعورهم بالراحة والسعادة. في الفقرات التالية، سنستعرض بعض هذه الطرق والأساليب التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الضغط النفسي وتعزيز الصحة النفسية.
الكتابة والتعبير عن المشاعر:
تخصيص وقت يومي لكتابة اليوميات أو التعبير عن المشاعر والأفكار يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتفريغ الضغوط والتوترات.
ممارسة الهوايات:
الانخراط في أنشطة ترفيهية مثل الرسم، العزف على آلة موسيقية، أو القراءة يمكن أن يساهم في تحويل التركيز عن الضغوط اليومية وتقديم شعور بالراحة.
التأمل وتقنيات التنفس:
ممارسة التأمل بانتظام واستخدام تقنيات التنفس العميق يمكن أن يساعد في تهدئة العقل وتخفيض مستويات التوتر بشكل كبير.
الاستماع إلى الموسيقى:
الموسيقى الهادئة والمفضلة لديك يمكن أن تكون وسيلة ممتازة للاسترخاء وتخفيف التوتر.
الخروج إلى الطبيعة:
قضاء الوقت في الهواء الطلق، مثل المشي في الحدائق أو التنزه في الجبال، يمكن أن يعزز الشعور بالسلام الداخلي والهدوء.
العلاج بالفن:
الانخراط في الأنشطة الفنية مثل التلوين أو النحت يمكن أن يكون وسيلة مبدعة لتفريغ الضغوط والتعبير عن المشاعر.
المساج والعلاج باللمس:
الحصول على جلسة مساج أو ممارسة تقنيات العلاج باللمس يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر الجسدي والنفسي.
دعوة إلى الأمل والتعافي في لبنان:
رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحروب على لبنان، يبقى الأمل هو النور الذي يضيء دروب التعافي والتجديد. إن تأثير الحروب على الصحة النفسية لا يمكن تجاهله، ولكن بقوة الإرادة والتكاتف المجتمعي يمكن التغلب على الضغوط النفسية الناتجة عنها.
ندعو الجميع إلى التمسك بالأمل والسعي نحو بناء مستقبل أفضل. عبر الدعم النفسي والتواصل مع أطباء نفسيين، يمكننا معالجة اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب التي خلفتها الحروب. لنساهم جميعًا في نشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية، والاستفادة من الخدمات الصحية المتاحة، وممارسة تقنيات الاسترخاء وتفريغ الضغط النفسي.
لبنان قادر على النهوض من جديد بتكاتف أبنائه وإيمانهم بمستقبل مشرق، حيث تكون الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من عملية البناء والتعافي. لنواصل مسيرة الأمل والإيمان، فبالعزيمة والتعاون يمكننا تجاوز الصعاب وبناء وطن يفيض بالسلام والاستقرار.
تابعوني على الفيسبوك
للتواصل مع الدكتورة كارلا كسرواني
الهاتف: 0096171265146
العنوان :
مبنى كسرواني تقاطع غاليري سمعان الطابق الثالث المكتب C3
لبنان، بيروت