تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية : الإنسان والتقنية
تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية : الإنسان والتقنية
ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية؟ سؤال يراود الجميع بعد أن احتل الذكاء الاصطناعي مرتبة كبيرة هذا العام، وتم تطوير بشكل مكثف ليشغل مكان واسع في حياة الإنسان، ولكن يا ترى ما تأثيره على عاطفة البشر، وهل يمكن أن يصل لمرحلة الإحساس أم أنها مجرد خوارزميات تجعله منطقياً فقط، هذا ما نناقشه ضمن مقالنا.
تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية
تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مبهر في الأخيرة وكان من الطبيعي دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية، وهل يمكن لهذه الروبوتات أن تتفاعل مثل الإنسان، فتارة يراودها الحزن وتارة الفرح والكثير من الأحاسيس الاخرى، وفي هذا السؤال والنقاش عملية تأمل كبير لمستقبل هذا المجال وماذا يمكن أن يطور في البشرية ويؤثر بشكل مباشر على قراراتنا.
الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير آلياته واستنتاج بعض الأفكار وهذا ما يجعل إمكانية شعور هذه الروبوتات بالعواطف متاح وغير مرفوض، فالتجربة الإنسانية ليست عصية على الفهم، وهذه المشاعر ليست فقط بعض العمليات الفزيولوجية في جسدنا بل هي من تعطي جوهر للإنسان.
ومع ذلك ينبثق من هذا السؤال العديد من الأسئلة الأخرى، لربما تأخذنا في مناحي إنسانية وفلسفية، لكنها تمسكنا خيط الإجابات العقلية، فالسعي لتطوير روبوتات عاطفية لربما ثغرة في فهمنا لمعنى العواطف وأنها ميزة إنسانية، فهل ممكن ان تكون مشاعرنا وعواطفنا مجرد ناتج لتفاعلات وحسابات صحيحة وبرمجيات متقدمة؟ بالتأكيد لأ.
وهنا تأتينا نظرية معاكسة، بالتأكيد الشعور يتميز به الإنسان ولكن حقاً ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية وكيف يغير من ‘إدراكنا لها ويؤثر بشكل مباشر غير قابل للشك.
تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية: تعريف العاطفة والذكاء الاصطناعي
لنتعمق أكثر في شرحنا لمعنى العاطفة، وكيف لها أن تلتقي بالذكاء الاصطناعي ويحدث فيها تأثير، لهذا لابد من تعريف كل مفهوم على حدى لفهمه فهماً مفصلاً.
المشاعر البشرية
المشاعر يعرفها العلم بأنها استجابات فيزيولوجية لأفكار الإنسان، تنتج تعبير سلوكي مثل البكاء أو حتى الضحك، وفي بعض الاحيان حالات من الخوف.
وكل هذه العملية مرتبة ومجتمعة يمكن تسميتها بالتجربة العاطفية، تكون جسر وصل بين حالة الإنسان الداخلية وتفاعله مع محيطه في الخارج.
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي، من ناحية أخرى، يمكننا تعريفه بأنه برمجيات متعددة تم برمجتها خصيصا لتحاكي القدرات البشرية والمهارات مثل التفكير وتطوير القدرة على التعلم والاستنتاج وحتى اتخاذ القرار بشك ل واعي، وقد تم تطوير الذكاء بشكل واسع حتى أصبح قادر على إنتاج الموسيقى والرسومات والمناقشة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية : التقاطع بين العاطفة والذكاء الاصطناعي
محاولات جعل الروبوت ذو عواطف يعتمد على قدرته في محاكاة الكثير من العناصر منها حالات تسمى بوعي المحاكاة وتستخدم برمجيات تقوم بالتحليل المفصل والاستجابة للمشاعر البشرية، والتعبيرات السلوكية الناتجة عن هذا التحليل، مما يؤثر على الإنسان بشكل مباشر ويولد عواطف داخله كرد فعل على الذكاء الاصطناعي وتفاعلاته.
ولكن يواجه الذكاء التحديات كبيرة تعد رئيسية في محاكاة المشاعر تكمن في كيفية تطوير أنظمة قادرة على فهم ومعالجة العواطف بطريقة تحاكي الخبرة البشرية الحقيقية.
بينما يمكن برمجة الروبوتات فقط تقليد التعبيرات العاطفية وحتى يمكن لها الاستجابة بطرق تبدو “وركز على كلمة تبدو لأنها مجرد منطق ” متعاطفة، القفزة إلى تحقيق “وعي عاطفي” حقيقي تتطلب فهما أكبر للمشاعر الإنسانية ليس فقط كظواهر خارجية متفاعلة، بل كتجارب داخلية معقدة جداً.
كيف يتم تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية
تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية يكمن في التحيز الخوارزمي بسبب البيانات المستخدمة في تطوير وتدريب الخوارزميات مما يجعل الذكاء يتفاعل وبتعلم بشكل أسرع من الإنسان بمراحل مما يشعر الانسان بالدونية والغباء.
وكذلك هناك بيانات ذات خصوصية للمستخدمين لا يمكن مشاركة الذكاء بها مما يوقعه في مأزق والشركات التي تسرب البيانات كذلك مما يشعر الإنسان أنه دائما مراقب وان خصوصيته معدومة مما يولد لديه الكثير من مشاعر القلق.
أيضاً قدرة الذكاء على تقليد الصوت ومحاكاة الوجه يسبب العديد من التساؤلات ومشاعر الاستياء المتعلقة بالخصوصية وهذا ما ينتج عند البعض الشعور بقلة الراحة والأمان عند استخدام التكنولوجيا.
كما يؤثر الذكاء بشكل مباشر على طبيعة العمل والحد من المهام الروتينية المكررة، مما يجعل العمل أكثر سهولة وميل للإبداع وهذا جانب إيجابي في مشاعر الإنسان إذ يشعر بأنه يملك الوقت الكافي لعمله بدون مهام روتينية مملة.
تختلف التقديرات المتعلقة بمدى أتمتة الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي بشكل واسع جداً. في حين أن التقدم في هذا المجال تحديدا قد يؤدي إلى إزاحة الوظائف المتعبة المملة، إلا أن هناك قدرة جديدة ظهور وظائف جديدة استجابة للتطور الحاصل تجعل من العمل قائم على البحث والإبداع.
في الختام تأثير الذكاء الاصطناعي على العواطف البشرية متعدد ولا يمكن نفيه ولكن يمكن الوعي له والتفاعل معه بطرق أكثر إيجابية للاستفادة من مميزاته فقط والتقليل من العواطف السلبية قدر الإمكان.
