اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب
By: Dr Carla Kesrouani
Categories:
اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب
يعد اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب أحد المشكلات التي يعاني منها عدد من الأشخاص الذين يتصفون بالحس المرهف و يبدون قدراً عالياً من المشاعر المؤلمة والذكريات المزعجة التي تعاودهم مراراً وتكراراً بعد تعرضهم لحدث أليم أو موقف صادم للغاية، فيصابون باضطراب ما بعد الصدمة، وتبدأ رحلة المعاناة لديهم والتي تستمر مدة أقلها شهر وقد تستمر أكثر من ذلك بكثير، حيث يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من غزو الافكار والذكريات المخيفة جداً وقد تكون واقعية وتسبب له إزعاجاً مستمراً، و للتعرف أكثر على هذا الاضطراب والكثير من المعلومات والحقائق الطبية حوله إليكم هذا المقال.
Table of Contents
ما هو سبب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب
في الواقع يمكن تصنيف اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب على أنه أحد الحالات النفسية المؤلمة والمزعجة الناجمة عن تعرض الشخص لموقف يفوق قدرة احتماله له سواء كان هذا الموقف مؤلماً أو صادماً أو مزعجاً، وقد أثبتت الكثير من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع بأن شخص واحد على الأقل من بين كل عشرة أشخاص قد تعرض لمعاناة اضطراب المرب بعد الصدمة، في إحدى مراحل حياته وأن هذا الاضطراب لا يقتصر على الأشخاص البالغين فقط بل يمكن لنا أن نقول بأن الأطفال معرضون وبقوة للإصابة بهذا النوع من الاضطراب.
ومن الجدير بالذكر أن اضطراب ما بعد الصدمة لا يظهر مباشرة بعد الصدمة، بل تبدأ أعراضه بالظهور في غضون ستة أشهر من تعرض الشخص لهذا الحدث المؤلم أو المخيف، حيث يبدو عليهم الأعراض النفسية المزعجة وكأنهم يعيشون الحدث في كل لحظة، فنجدهم يتحولون شيئاً فشيئاً إلى أشخاص قلقين شديدي التوتر والعصبية ولا سيما في حال تعرضهم لحدث خطير يهدد حياتهم، ولعل من أكثر الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب هو ما يشاهده من كوابيس أثناء نومه وكأنه يعيش الحدث المؤلم مرة ثانية، لذلك نجده يتجنب كل أمر أو تفصيل يمكن أن يذكره بذلك الحدث المؤلم، وقد يضطر في معظم الحالات إلى اللجوء إلى طبيب نفسي لتلقي العلاج اللازم .
ما هي مسببات إصابة الشخص باضطراب ما بعد الصدمة
في الواقع وكما ذكرنا في الفقرة السابقة فإن هذا الاضطراب قد يحدث لأي شخص من الأشخاص نتيجة تعرضه المفاجئ لحدث صادم أو مزعج كثيراً، لدرجة تفوق قدرة هذا الشخص على التحمل والاستيعاب، وينتج عن ذلك شعور هذا الشخص المصدوم بحالة من الرعب والخوف الشديد، يرافقه شعور مؤلم بالعجز الذي انتابه لحظة وقوع هذا الحدث الصادم، ويمكن تصنيف هذه الأحداث الصادمة في عدة مجموعات هي :
- الكوارث الطبيعية من مثل الزلازل والاعاصير والتسونامي و الفيضانات وغيرها من هذه الكوارث الطبيعية المرعبة.
- التعرض لحالة قصف معادي أو المشاركة في حرب دموية وما يمكن أن يشاهده من أحداث ومشاهد تقشعر لها الأبدان وتفوق قدرته على الاحتمال.
- الحوادث الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها أو يشاهدها من مثل حوادث القطارات والسيارات او الدراجات النارية أو حتى سقوط الطائرة التي يسافر على متنها ونجاته من الموت، حيث يلازمه ذلك الشعور المرعب فترة طويلة.
- التعرض لحالات الاغتصاب أو الاعتداء البدني كالضرب المبرح أو مشاهدة مثل هذه الأحداث.
أعراض تدل على إمكانية إصابة الشخص باضطراب الكرب بعد الصدمة
إن الطبيب النفسي يمكن له أن يحدد فيما كان شخص ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب بالاستناد إلى مجموعة معينة من المعايير الهامة والأساسية من أبرزها ما يلي :
- يجب أن يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب قد تعرض بشكل من الاشكال سواءً بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة إلى حدث مؤلم ومزعج للغاية بالنسبة له.
- أن تصاحب هذه الأعراض المريض لمدة طويلة تصل إلى بضعة أشهر.
- أن تؤثر هذه الأعراض بشكل ملحوظ على تركيز الشخص المصاب وبالتالي على مستوى أدائه الذي يبدأ بالتراجع الانحدار.
- أن يتجنب الشخص وبشكل مبالغ فيه أي حدث له علاقة بهذا الحدث المزعج أو اي ذكرى مرتبطة به حيث يبدي انفعالاً شديداً وانزعاجاً لمجرد تعرضه لأي موقف بسيط يذكره بهذا الحدث المزعج.
- ظهور تصرفات سلبية من قبل الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب خلال اليقظة والنوم وفي ردود الأفعال الغريبة والمبالغ فيها، وهنا لا بد من تلقي العلاج المناسب فور الإصابة بهذا الاضطراب وإلا فإنه يصبح منهكاً بشكل مزمن.
كيف يتم علاج الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب
في الواقع تتعدد وتتنوع أساليب العلاج لاضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب وفيما يلي بعض الطرق التي يتم اتباعها في هذا العلاج:
العلاج بالمواجهة أو التعرض
هو نوع من العلاج المعرفي السلوكي الذي يصنف من ضمن أنماط العلاج النفسي والذي يعتمد المعالج في هذه الطريقة على أسلوب مواجهة الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب للحدث الذي يخافون منه وذلك من أجل كسر حاجز الخوف لديهم، حيث يجعل المعالج المريض يتصور أنه في الحدث الذي يتجنبه، كأن يطلب منه تخيل أنه يزور المكان الذي تعرض للاعتلء فيه أو المكان الذي شاهد الحادث عنده، وهنا يركز على الدعم النفسي للمريض والأخذ بيده لتجاوز مخاوفه والعودة إلى حياتع الطبيعية بسرعة أكبر، نتيجة إطفاء الخوف المتبقي من الحدث المؤلم.
طريقة تدبير الشدة
تركز هذه الطريقة على مساعدة المريض على الاسترخاء وذلك من خلال ممارسة التمرينات الرياضية الاي تمكنه من التنفس بعمق والاسترخاء من مثل تمارين اليوغا اللطيفة والتأمل مما يساعد المريض على ضبط القلق أو تجاوزه بالتدريج.
العلاج التحويلي السريع
العلاج التحويلي السريع (RTT) هو نهج شامل في مجال العلاج النفسي، صاغته ماريسا بير، ويعتمد على مبدأ أنه يمكن للمرضى تحقيق تغييرات إيجابية كبيرة في حياتهم في غضون جلسات قليلة فقط. يجمع RTT بين جوانب مختلفة من أساليب العلاج النفسي التقليدية مثل العلاج المعرفي السلوكي، العلاج بالتنويم المغناطيسي، التنويم الإيحائي، والتقنيات النفسية السيكوديناميكية، بالإضافة إلى مفاهيم العلاج بالطاقة. يعتمد RTT على أن العقل الباطني يمكنه الوصول إلى جذور المشاكل النفسية ومعالجتها بشكل أسرع من العلاجات التقليدية. يساعد على إعادة برمجة الأفكار والمعتقدات المحددة عن طريق الكشف عن “المشاعر المكتومة” والتحرر من الأنماط السلوكية غير المفيدة. يشدد RTT على الفهم العميق والشفاء، لتحقيق التغييرات الدائمة في فترة قصيرة نسبيًا.
شاهد أيضاً: اضطرابات الطعام والعلاج النفسي عن بعد
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن يصاب الشخص الذي لم يتعرض لحدث بشكل مباشر باضطراب ما بعد الصدمة؟
نعم في الواقع فإن أي شخص من الممكن أن يتعرض لهذا الاضطراب سواءً تعرض للحدث المؤلم أو الصادم بشكل مباشر من مثل تعرضه لحادث ووجود إصابة خطيرة لديه أو تعرضه لمحاولة قتل أو غير ذلك من هذه الأحداث الصادة المباشرة، أو بشكل غير مباشر من مثل مشاهدة شخص آخر يتعرض لإصابة خطيرة أو يتعرض للتعذيب أو القتل ولا سيما إذا كان أحد أقاربه من أهله أو حتى أصدقائه.
لماذا لا يسبب نفس الحدث الصادم نفس الأعراض لدى عدة أشخاص تعرضوا إليه معاً؟
في الحقيقة فإنه من غير المعروف حتى الآن سبب عدم تعرض جميع الأشخاص للاصابة باضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب بعد مواجهتهم لنفس الحدث الصادم، ولكن يمكن أن يعود السبب إلى مدى صلابة الشخص الداخلية وتوازنه النفسي وقدرته على الاحتمال والتي تختلف ما بين شخص وآخر.
ما هي أبرز الأدوية التي يتم وصفها لمن يعانون من هذا النوع من الاضطراب؟
الأدوية المضادة للاكتئاب من مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRIS.