اضطراب الرهاب النوعي
By: Dr Carla Kesrouani
Categories:
اضطراب الرهاب النوعي
الرهاب هو الخوف والهلع الغير منطقي والمبالغ فيه بالنسبة للآخرين. أما الرهاب النوعي هو نوع من اضطرابات القلق التي تتضمن رهاباً واحداً أو أكثر من أشياء أو مواقف محددة، مثل الحيوانات، أو الارتفاعات، أو الطيران، أو الدم، أو الحقن. يمكن للرهاب النوعي أن يسبب قلقاً شديداً وضيقاً نفسياً وجسدياً للمصابين به، ويمكن أن يؤثر على حياتهم اليومية والاجتماعية والمهنية.
Table of Contents
تعريف اضطراب الرهاب النوعي
اضطراب الرهاب النوعي هو اضطراب نفسي يتميز بالخوف الشديد والمستمر والمفرط من شيء أو موقف محدد، يتجاوز حدود الخطر الحقيقي أو المنطقي. يحدث الرهاب النوعي عندما يتعرض الشخص للمحفز الرهابي (الشيء أو الموقف الذي يخافه)، أو عندما يتوقع تعرضه له، أو عندما يفكر فيه. يشعر الشخص بقلق شديد وعدم راحة ورغبة في الهروب أو تجنب المحفز الرهابي. قد يصل القلق إلى مستوى نوبة هلع، وهي حالة من الذعر والخوف الشديدين تصاحبها أعراض جسدية مثل الدقات السريعة للقلب، والتعرق، والضيق في التنفس، والدوار، والغثيان.
يعترف الشخص المصاب بالرهاب النوعي بأن خوفه غير متناسب مع الخطر الفعلي، ولكنه يشعر بعجز عن التحكم فيه أو التغلب عليه. يؤثر الرهاب النوعي على قدرة الشخص على القيام بأنشطته العادية والوظيفية والاجتماعية، ويسبب له اضطراباً وضيقاً كبيرين. يمكن أن يستمر الرهاب النوعي لسنوات عديدة، إذا لم يتم علاجه.
تشخيص اضطراب الرهاب النوعي
يتم تشخيص اضطراب الرهاب النوعي بناءً على معايير تشخيصية محددة، تستند إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة (DSM-5)، وهو مرجع معتمد دولياً لتصنيف الاضطرابات النفسية. وفقاً لهذه المعايير، يجب أن تكون الأعراض التالية موجودة لتشخيص اضطراب الرهاب النوعي:
- خوف أو قلق شديد ومستمر من شيء أو موقف محدد، يحدث بشكل فوري عند التعرض له أو التوقع له.
- تجنب الشيء أو الموقف الرهابي، أو تحمله بقلق شديد.
- خوف أو قلق غير متناسب مع الخطر الفعلي أو الاجتماعي الناجم عن الشيء أو الموقف الرهابي.
- خوف أو قلق أو تجنب يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.
- خوف أو قلق أو تجنب يسبب اضطراباً كبيراً في الوظيفة الاجتماعية أو المهنية أو المدرسية أو المناطق الأخرى من الحياة.
- خوف أو قلق أو تجنب لا ينسجم مع تأثير طبي أو دوائي أو مادي، أو مع اضطراب نفسي آخر.
يقسم DSM-5 الرهاب النوعي إلى خمس فئات رئيسية، وهي:
- رهاب الحيوانات: خوف من الحيوانات أو الحشرات، مثل العناكب، أو الكلاب، أو الثعابين.
- رهاب البيئة الطبيعية: خوف من الظواهر الطبيعية، مثل الارتفاعات، أو العواصف، أو المياه.
- رهاب الدم والإصابة والحقن: خوف من الدم.
- رهاب المواقف: خوف من المواقف التي تنطوي على الطيران، أو القيادة، أو الأماكن المغلقة، أو الأماكن المزدحمة.
- رهاب الأشياء الأخرى: خوف من الأشياء التي لا تنتمي إلى الفئات السابقة، مثل القيء، أو الأطباء، أو الأشياء الحادة.
أسباب الإصابة
لم يتم تحديد سبب واحد محدد لاضطراب الرهاب النوعي، ولكن يعتقد أنه ناتج عن تفاعل بين عوامل مختلفة، مثل:
- الوراثة: قد يكون للعوامل الجينية دور في تحديد مدى حساسية الشخص للقلق والرهاب.
- البيئة: قد يتعلم الشخص الرهاب من تجاربه السابقة، أو من مشاهدة الآخرين، أو من سماع معلومات سلبية عن الشيء أو الموقف الرهابي.
- الشخصية: قد يكون الشخص الذي يعاني من انخفاض الثقة بالنفس، أو الذي يميل إلى التفكير السلبي، أو الذي يخشى فقدان السيطرة، أكثر عرضة للرهاب.
- العوامل البيولوجية: قد يكون للتوازن الكيميائي في الدماغ، أو للهرمونات، أو للجهاز المناعي، تأثير على مستوى القلق والرهاب.
طرق العلاج
يمكن علاج اضطراب الرهاب النوعي بنجاح باستخدام العلاج النفسي، أو العلاج الدوائي، أو العلاج المشترك. الهدف من العلاج هو تقليل القلق والرهاب، وزيادة الثقة والتكيف، وتحسين جودة الحياة. بعض الطرق الشائعة للعلاج هي:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هو نوع من العلاج النفسي يركز على تحديد وتغيير الأفكار والمعتقدات والسلوكيات السلبية المرتبطة بالرهاب. يساعد CBT الشخص على تطوير مهارات التعامل مع القلق والرهاب، وتحمل التوتر، ومواجهة المحفزات الرهابية بشكل تدريجي ومنظم.
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية للمساعدة في تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية للقلق والرهاب. قد تشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، أو مضادات القلق، أو مثبطات البيتا. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، ومتابعة التعليمات والجرعات بدقة.
- العلاج المشترك: يمكن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي لتحقيق أفضل النتائج في علاج اضطراب الرهاب النوعي. يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في معالجة الجذور النفسية للرهاب، بينما يمكن للعلاج الدوائي أن يساعد في التخفيف من الأعراض الحادة والمزعجة.
العلاج التحويلي السريع
- تُعد الدكتورة كارلا كسرواني من الرواد في مجال العلاج النفسي في تتخصص في استخدام تقنية العلاج التحويلي السريع (RTT) لمساعدة مرضاها. بخبرتها الواسعة ونهجها المبتكر، تستطيع الدكتورة كسرواني عبر تقنية RTT، أن تكشف الطبقات العميقة للعقل الباطن لمرضاها، مما يمكّنهم من فهم ومواجهة الأسباب الجذرية للتحديات العاطفية والسلوكية التي يعانون منها. يشهد مرضاها بأنهم يحققون نتائج ملحوظة في غضون جلسات قليلة، ما يعزز من سمعة الدكتورة كسرواني كمعالجة نفسية رائدة، ويجسد التزامها بتوفير رعاية علاجية عالية الجودة تتسم بالكفاءة والسرعة في التأثير.
التعامل مع المصاب باضطراب الرهاب النوعي
- كن متفهماً ومسانداً: لا تستهزئ أو تنتقد أو تلوم الشخص على خوفه. اعرف أن الرهاب النوعي هو مرض نفسي وليس ضعفاً أو تهوّراً. واحترم مشاعر الشخص ولا تجبره على مواجهة ما يخافه إذا لم يكن مستعداً.
- شجع الشخص على طلب المساعدة الاحترافية: أخبره أن الرهاب النوعي يمكن علاجه بنجاح باستخدام العلاج النفسي أو العلاج الدوائي أو العلاج المشترك. وساعده في البحث عن معالج نفسي مؤهل وموثوق. بل ورافقه إلى جلسات العلاج إذا كان يحتاج إلى دعم.
- كن شريكاً في العلاج: اطلع على خطة العلاج التي وضعها المعالج النفسي للشخص والتي قد تشمل تقنيات مثل العلاج المعرفي السلوكي أو التعرض التدريجي. وساعد الشخص في تنفيذ التمارين والواجبات العلاجية في المنزل أو في الخارج. امنحه ردود فعل إيجابية وتقديرية عن تقدمه وجهوده.
- كن مصدراً للأمان والراحة: عندما يتعرض الشخص للمحفز الرهابي أو يشعر بالقلق أو الهلع، كن موجوداً ومهتماً بحالته. اسأله عن ما يحتاجه أو يريده منك. قد يكون ذلك مجرد الاستماع إليه أو مسك يده أو تهدئته بكلمات مطمئنة. تجنب النصائح غير المناسبة أو الضغط عليه للتصرف بشكل مختلف.
- كن مثالاً للتغلب على الخوف: إذا كنت تعاني أنت أيضاً من رهاب نوعي أو قلق آخر، فشارك تجربتك مع الشخص وأظهر له كيف تواجه ما تخافه بشجاعة وثقة. قد تلهمه بذلك للقيام بالمثل والتغلب على رهابه.
شاهد أيضاً: اضطراب الشخصية السادية
أسئلة شائعة
هل الرهاب النوعي شائع؟
نعم، الرهاب النوعي هو أحد أكثر اضطرابات القلق شيوعاً. يقدر أن نحو 10% من البالغين يعانون من رهاب نوعي واحد على الأقل في حياتهم. النساء أكثر عرضة للرهاب النوعي من الرجال، ويمكن أن يبدأ الرهاب في أي مرحلة من مراحل الحياة، لكنه يظهر عادة في الطفولة أو المراهقة.
هل يمكن أن يختفي الرهاب النوعي بمفرده؟
لا، الرهاب النوعي لا يختفي بمفرده، بل يمكن أن يزداد سوءاً مع مرور الوقت، إذا لم يتم علاجه. يمكن للرهاب النوعي أن يؤدي إلى تقييد الحرية والاستمتاع بالحياة، وإلى تفاقم القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى. لذلك، من المهم طلب المساعدة الطبية أو النفسية عند الشعور بالرهاب النوعي.
ما الفرق بين الرهاب النوعي والخوف العادي؟
الرهاب النوعي والخوف العادي هما ردود فعل طبيعية للتهديد أو الخطر، ولكنهما يختلفان في مدى شدتهما وتأثيرهما. الخوف العادي هو رد فعل ملائم ومؤقت لموقف محدد، يساعد على الحفاظ على السلامة والبقاء. الرهاب النوعي هو رد فعل مبالغ فيه ومستمر لشيء أو موقف لا يشكل خطراً حقيقياً أو منطقياً، يسبب الاضطراب والضيق والتجنب.