شعور الحب الحقيقي مراحله وعلاماته

شعور الحب الحقيقي مراحله وعلاماته

بمناسبة عيد الحب من الضروري أن نقوم بشرح شعور الحب نفسياً وكيف يؤثر بشكل كبير على الجسم وكيف يرتبط بمخ الرجل والمرأة وكيف يراه كل منهما، وفي هذا المقال أبرز العلامات التي تشير أنك وقعت في الحب وعليك فهم نفسك وجميع مراحل هذا الشعور بشكل علمي.

ما هو شعور الحب

الحب هو أكثر من مجرد مشاعر مؤقتة تتملك الإنسان إنه شعور مقدس؛  يشمل ارتباطًا بمجموعة معقدة من العمليات الفيزيولوجية والكيميائية داخل جسم الإنسان وكرمه الله به. بالتعامل معه بصدق ووضوح، يمكن أن يحمل الحب فوائد عديدة ويستمر لفترات طويلة عندما يُعطَى الاهتمام الكافي ويُقدم العناية المناسبة للشريك. في المقابل، الاستهتار أو الإهمال يمكن أن يؤدي إلى زوال الحب في زمن قصير وفي الفقرات التالية سنشرحه بشكل مفصل من ناحية الطب النفسي.

أهم الحقائق عن شعور الحب

لفهم جوهر شعور الحب بشكل أعمق وأكثر دقة، يجدر بك استكشاف بعض الحقائق المثيرة عنه، أبرزها أن الحب له القدرة على إنقاذ حياة الإنسان؛ فهو يساهم في تعزيز الصحة الجسدية ويمكن أن يسهم في إطالة الأمد العمري، بينما تُعد العزلة ضارة وقد تكون مميتة، مشابهةً في ذلك للأضرار الناجمة عن عادة التدخين.

يحتاج شعور الحب إلى الثقة والشعور بالأمان من أجل إرساء اتصال فعّال وتواصل ناجح. 

يتمتع الحب بقدرة عدوى تُمكِّنه من تجاوز حدود الشخص الواحد؛ إذ تنتقل المشاعر الإيجابية كالعطف والاهتمام إلى الأشخاص المحيطين، ومن ثَم يعملون على تعظيم هذه المشاعر النبيلة.

 الحب لا يعرف نهايات ولا يتوقف مع تقلب الزمن، لذا نشعر بالحزن حين يتألم الأحبة، وبالفرح لسعادتهم، وبالألم عند معاناتهم وهذا يشمل الحب الحقيقي فقط.

شعور الحب عند الرجل والمرأة

تظهر وجهات نظر متغايرة عند محاولة تحديد معنى الحب من منظور الرجل والمرأة على حد سواء. يُشكل الحب مشاعر واسعة من الأحاسيس المعقدة التي تمتاز بتفاوت طرق التعبير عنها بين الجنسين لاختلاف العقول وطرق التفكير، شاملةً على مشاعر كالارتباط العاطفي، العطف، الإحتياج إلى شخص معين، الرغبة في رعايته وإسعاده، الاحترام المتبادل، وذلك الجذب الغامض نحو الشخصية.

 الحب كذلك يملك تأثيرات متباينة على الأفراد، مثله مثل قوة خفية شامخة، يصعب على الإنسان أن يتوقع موعد هبوبها أو يسيطر على معزوفتها أو يكتم ظهورها.

يستند الحب على مبادئ التبادلية والاستجابة من قبل الطرف الأخر، مع الإقرار بأن العواطف تظل عنصرًا نسبيًا، وتكتسب الاختلافات الدقيقة بين الجنسين. 

ووفقاً للبحوث العلمية، غالبًا ما تكون المرأة أشد تأثرًا وإحساسًا بالعواطف، وأكثر براعة في التقاطها مقارنة بالرجل، الذي يحمل في طياته طبيعة مغايرة وردّة فعل مختلفة تجاه العواطف.

ماذا يحدث في الجسم عند الوقوع في الحب

مرحلة الرغبة في شعور الحب

تعد مرحلة الرغبة البوابة الأولى التي يعبر من خلالها الإنسان إلى عالم العواطف العاطفية، حيث تشهد هذه الفترة إطلاق الجسم لهرمونات محفزة للمشاعر الجنسية؛ الأستروجين عند النساء والتستوستيرون عند الرجال. هذه الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في تنبيه الدماغ وإثارة الشهوة.

يحظى الجسم بزيادة في فاعلية الغدد اللمفاوية التي تُسهم في تدفق الدم بكفاءة أكبر، مما يمنح الخلايا والأنسجة الطاقة اللازمة، ويساعد على تجديد النشاط وتلافي الإرهاق.

هذا يتسبب بإضعاف دور الدماغ وعدم التفكير بشكل منطقي لهذا يقول المثل الشعبي الحب أعمى.

مرحلة الانجذاب بين الطرفين

في المرحلة الثانية من الشعور بالحب، يركز الفرد تفكيره على محبوبه بشكل شبه حصري. هذا التركيز يتعزز بشكل رئيسي نتيجة لإفراز هرمون الدوبامين، المعروف أيضًا بأنه هرمون السعادة، والذي يولّد شعورًا بالبهجة ويزيد من الشعور بالثقة الذاتية. هذا الشعور عادة ما ينشأ بعيد المرحلة الأولى من التعارف أو اللقاء بالشخص الذي يثير مشاعر العاطفة.

إفراز الدوبامين يُسبب سلسلة من التحولات الفسيولوجية في الجسم كزيادة النشاط والطاقة، مما قد يقلل من الحاجة إلى النوم والأكل، حيث يبدأ الفرد بالاستغراق في التفكير في الحبيب والانتباه لأدق التفاصيل المتعلقة به.

فضلاً عن ذلك، تحتوي هذه المرحلة على ثلاث مراحل فرعية أخرى تختص بالانجذاب، والتي يمكن أن تؤثر عميقًا على شخصية الفرد وتسبب ما يعرف بأعراض الحب، نتيجة لإفراز مجموعة من الهرمونات وهي الأدرينالين والدوبامين والسيروتونين.

مرحلة التعلق عند شعور الحب

عند بلوغ المرحلة الثالثة من شعور الحب، يحدث تفاعل كيميائي معقد داخل الجسم مركزه الجهاز العصبي، يقوم بدور البطولة فيه هرمونان رئيسيان مسؤولان عن تعميق الرابطة الاجتماعية والعاطفية.

الأول هو الأوكسيتوسين، المعروف بـ “هرمون الحب”، الذي يُصنع في منطقة ما تحت المهاد بالدماغ وتفرزه الغدة النخامية. يتصاعد مستوى هذا الهرمون في عدة مواقف بارزة كالمخاض والأفعال الجسدية المقربة كالجماع والعناق، ما يسهم في تقوية الروابط الوجدانية.

الثاني هو هرمون الفاسوبريسين، الذي يلعب دوراً جوهرياً في توطيد علاقات الارتباط. فكلما ارتفعت مستوياته، كان أكبر التأثير على مشاعر الولاء والتمسك بين الشركاء.

مرحلة التعود والرجوع للعقل

تأتي هذه المرحلة بعد مراحل التعلق حيث يقل إفراز الهرمونات وينطفئ الانبهار وتبدأ الخلافات وهي مرحلة طبيعية تمر بها أيا علاقة عاطفية عند شعور الحب، ويجب على الشريكين الوعي بها والمحافظة على العلاقة وعدم الارتباط لأجل العاطفة وحدها بل إعمال العقل والتفكير ما إذا كان هذا الشخص مناسب أو هو مجرد انجذاب سيزول لاحقاً فحبُ العقل يدوم عمراً.

كيف أعرف أن شعور الحب حقيقي

عندما تجد نفسك في حالة حب حقيقية، فإنك تهتم بجعل الشخص الآخر سعيدًا وتضعه كأولوية في حياتك. تكون رغبتك الأساسية هي التأكد من أن شريكك يشعر بالحب والسعادة، وتهمُك الأمور المتعلقة به أكثر من أي شيء آخر. تسعى دائمًا لتقديم الأفضل وتكون متواجدًا بشكل دائم للشخص الآخر، ولا تتورط في أي ابتزاز عاطفي أو تلاعب بالمشاعر، وأيضًا لا تسعى للسيطرة.

أما في حالة التعود، فيكون هناك اهتمام من جانب واحد بالطرق التي تجعل الشخص الآخر سعيدًا، وتعتمد على الشريك في ملء الفراغ الزمني وليس لكونهما يستمتعان بوجود بعضهما البعض حقًا. حتى إن كان الشخص الآخر حزينًا أو سلبيًا، فإن ذلك لا يؤثر على استمتاعك بوجوده. في علاقات التعود، غالبًا ما تحدث محاولات للسيطرة من طرف واحد على الآخر بهدف تجنب الهجر، وليس خوفًا من فقدان الشخص ذاته.

بالتفصيل العلمي المقدم في مقالنا، يتضح بجلاء ما يدور في جسد الإنسان عندما يمر بتجربة الحب، مؤكدًا على إجابة السؤال المتعلق بالتحولات التي تحدث عند الوقوع في الحب من منظور علمي دقيق فالحب ليس يوماً نحتفل به بعيد الحب بل حياة.