العمل عن بعد والصحة النفسية
العمل عن بعد والصحة النفسية
في حال العمل عن بعد والمعاناة من العزلة، والشعور بالضغط النفسي، ولم تكن سعيداً بهذه الحالة، فهذا المقال موجه إليك.
هناك الكثير من الأشياء التي تشجع الناس للعمل عن بعد. كالتمتع بالمرونة التي تمكنك من العمل في مكان يريحك، وتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، والتخلي عن الحاجة للتنقل إلى مكان العمل، وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، فهنالك عدة تحديات تصاحب نموذج العمل الافتراضي، والتي من الممكن أن تعرقل تقدمك. حيث هناك العديد من الموظفين ينتهي بهم الأمر إلى الإفراط في العمل، مما يؤثر على صحتهم سلباً.
قد يولّد العمل عن بعد تحديات فريدة في طريق المحافظة على صحة نفسية جيدة.
يتطلب العمل عن بعد بعض التغييرات، خاصةً إذا كنت تعمل في مكتب لفترة طويلة. ولكن يمكنك التأقلم مع الأمر طالما تحافظ على تواصل حقيقي مع البشر، بالإضافة إلى ضرورة أخذ قسط كافٍ من الراحة، والعديد من الأشياء الأخرى.
إليك بعض التحديات الشائعة التي قد تواجهك في عملك عن بعد، بالإضافة إلى الحلول التي ستساعدك في تحقيق التوازن النفسي خلال هذه الفترة.
آثار العمل عن بعد
الوحدة والعزلة
قد يشعرك العمل عن بعد بالعزلة ويتسبب لك ببعض المشاكل النفسية كالاكتئاب والقلق. من الأمور الشائعة في هذا النمط من العمل ضعف التفاعل الاجتماعي. وذلك بسبب الساعات الطويلة من العمل عن بعد، وحتى لو كنت من الأشخاص الذين يفضلون العمل لوحدهم، فإن غياب التواصل المباشر مع الأشخاص قد يؤثر على إنتاجيتك، ويجعلك منفصلاً عن الواقع. حيث من الممكن أن تمر عدة أيام دون أن تتحدث إلى أحد عندما تعمل من المنزل.
الاكتئاب
يمكن أن تتعرض لاكتئاب العمل من المنزل عندما تشعر بأنك عالق. لأنه بدون التقديرات المهمة في العمل، كالحصول على لوحة اسمية جديدة أو مكان جديد في المكتب. قد تشعر بأنك لا تحقق شيئاً بالمقارنة مع زملائك.
القلق، التوتر، والإنهاك
تؤدي ضغوطات العمل التي تتطلب ملاقاة معايير الأداء، وبذل مجهودات هائلة في ظروف انعزالية إلى التسبب للموظفين بالقلق والتوتر الشديدان.
وفقاً لاستقصاء أجرته FlexJobs، فإن ٧٥% من الأشخاص قد عانوا من الإنهاك المفرط أثناء العمل عن بعد.
يترافق العمل عن بعد بالعديد من العقبات، لذا من المهم أن تتحضر لمواجهتها. إليك بعض النصائح للتعامل مع هذه تحديات العمل عن بعد.
نصائح للمحافظة على عقلية صحية أثناء العمل عن بعد:
خصِص مكاناً مناسباً للعمل- وحافظ على نظافته!
اختر مكاناً مخصصاً للعمل بحيث يكون منفصلاً عن المكان الذي تعيش فيه من أجل أن تخلق تفرقة ذهنية بين العمل وحياتك الشخصية، بالإضافة إلى عدم التعرض للإنهاك. عليك الحرص على أن يبقى نظيفاً ومنظماً، وتجنب تكديس أوراقك لأن هذا من أكثر الأشياء التي تتسبب بالتوتر.
التزم بِروتين معيّن
ضع جدولاً واضحاً لنفسك: العمل من المنزل ليس عذراً للعمل في أوقات عشوائية، لذا حاول المحافظة على روتين وجدول للعمل يتضمن استراحات منتظمة وأوقاتاً للطعام. فقد يساعد ذلك في إنشاء نظام معيّن وتحقيق الاستقرار، الأمر الذي يؤدي إلى خفض التوتر والقلق.
ابدأ بممارسة الرياضة
خذ استراحة، وتمشى قليلاً، أو مارس اليوجا أو أي نشاط يحسّن من صحتك الجسدية. وبهذا فإنك ستتخلص من الاكتئاب والقلق بسرعة. يمكنك أيضاً أن تعتمد على سحر الطبيعة: اذهب مع أصدقائك في رحلة تنزه جبليّ من أجل إضفاء الطابع الاجتماعي على الوقت الذي تقضيه في الخارج.
أظهرت الدراسات أن البقاء خاملاً لستة ساعات أو أكثر في اليوم قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العضلية الهيكلية والقلبية الوعائية، بالإضافة إلى بعض أنواع السرطان.
خصِّص وقتاً لأشخاصك المفضلين
ابقى على اتصال: خصِّص وقتاً أسبوعياً لقضاء الوقت مع أصدقائك المقربين وأقربائك الذين يرفعون من معنوياتك (وليس من يحبطوك). فقد يساعد ذلك في التخلص من مشاعر العزلة، والإحساس بأهمية المجتمع، فدائماً ما كنت أقول “إن التواصلَ ترياقٌ للاكتئاب”.
مارس اليقظة الكاملة
هناك عامل أساسي يجب على العاملين عن بعد أخذه في عين الاعتبار: الرعاية والاعتناء بالذات. تتمثل اليقظة الكاملة في التركيز على اللحظة الآنية. إذ يمكن أن يساعد ذلك في الحد من الأفكار السلبية، بالإضافة إلى إفساح المجال للتصرف بموضوعية في مواجهة الحالات العاجلة. وباتباعها، يمكن أن تشكل اليقظة الكاملة أداةً هامة للتخلص من التوتر والقلق.
احرص على أن يكون العمل عن بعد جيداً لصحتك النفسية
في المجمل، يمكن أن يشكل العمل عن بعد تحدياً كبيراً، ولكن باتباع الاستراتيجيات الصحيحة يمكن أن يتحول إلى طريقة ناجحة ومرضية للعمل.
أنت على بعد خطوة من تحقيق التوازن بين العمل والحياة. إذا كنت تعاني من مشاكل الصحة النفسية بسبب العمل من المنزل وتحتاج إلى الحصول على المساعدة من اختصاصيّ. فيمكنك التواصل مع د.كارلا من أجل تحديد موعد للتحدث وتعلّم أساليب مفيدة لتعديل السلوك، وذلك في سبيل التخلص من التوتر.
