التعامل مع الحزن والخسارة
By: carla
Categories:
التعامل مع الحزن والخسارة
الحزن والخسارة من التجارب البشرية التي تواجهنا جميعاً في إحدى مراحل حياتنا بأشكال مختلفة، سواء خسارة شخص نحبه أو نهاية علاقة أو خسارة عمل أو حلم كنت تسعى إلى تحقيقه، فمشاعر الحزن والغضب والارتباك والوحدة التي ترافق الخسارة دائماً ما تكون منهكة.
الحزن هو ردة فعل طبيعية على الخسارة، والحزن غير المعقد – الاستجابة الاعتيادية لموت شخص عزيز – مليء بالألم والكرب والندم والارتباك والغضب.
لا يقتصر تأثير الحزن على مشاعرنا العميقة فقط -حيث أنه لم يعد لدينا ما كان يعنينا كثيراً في السابق- بل إنه يغير أيضًا جوانب أخرى من الحياة اليومية، والتي يمكن أن تشمل:
- الروتين والأنشطة اليومية
- التفاعل مع الأشخاص الذين تقضي معهم معظم الوقت
- الطرق التي يتعامل بها أفراد أسرتك مع بعضهم البعض
- مشاعر الاستقرار
- قدرتك على رعاية نفسك والآخرين والتعامل مع متطلبات الحياة اليومية
مهما كانت خسارتك، فهي خاصة بالنسبة إليك، لذلك لا تخجل من شعورك أو ردة فعلك، أو تعتقد أنك لا تستطيع أن تحزن إلا على أشياء معينة، فإذا كان الشخص أو الحيوان أو العلاقة أو الموقف مهمًا بالنسبة لك، فمن الطبيعي أن تحزن على خسارته.
هناك مزيج من المشاعر والاستجابات المرتبطة بالحزن وقد تشعر بكل هذه المشاعر أو ببعضها، أو قد لا تشعر بها على الإطلاق، ولكن بغض النظر عما تشعر به، فإن مشاعرك صحيحة وأنت لست وحيداً.
قد تشعر بعدة أشياء، مثل:
- الصدمة
- الهلع
- الحزن أو الاكتئاب
- الغضب
- الخوف أو القلق
- الذنب
- الارتياح
- الخدر، أو لا شيء
- القلق على صحتك أو صحتك بالآخرين
- الهجر
بعض أنواع الحزن:
الحداد الاستباقي
الحداد الاستباقي هو حزن يبدأ قبل حدوث الخسارة، ويمر به الأشخاص الذين يموتون بسبب مرض عضال، ويعاني أحبائهم منه كذلك.
الحزن الطبيعي
يشير الحزن الطبيعي إلى مجموعة واسعة من ردود الفعل على الخسارة، حيث يكون بعض الناس أكثر انفتاحًا وتعبيراً عن الحزن، بينما يعبّر آخرون عن حزنهم بشكل غير مباشر.
الخسارة الثانوية
تشير الخسارة الثانوية إلى الخسائر الأخرى التي تعقب الوفاة، وفي بعض الحالات قد يكون التأقلم مع هذه الخسائر أصعب من التأقلم مع الموت نفسه، إذ قد يعاني الأشخاص الذين يفقدون شريكًا من فقدان الدخل والدعم الاجتماعي.
الحزن المعقد
يشير اضطراب الحزن المعقد، والمعروف أيضًا باسم اضطراب الحزن لفترات طويلة، إلى ردود الفعل العاطفية الشديدة والمستمرة التي تحدث استجابة لأنواع معينة من الفقد.
الحزن المزمن
الحزن المزمن والطويل يمكن أن يستمر لسنوات عديدة.
كيف تتعامل على الحزن؟
بالرغم من الألم، من الممكن التعامل مع الألم والفقدان وإيجاد طريقة للمضي قدماً. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على ذلك:
عِش كل يوم بيومه
ضع روتينًا يوميًا منتظمًا وافعل شيئًا مميزًا لنفسك كل يوم، حاول أن تمشي، وتناول طعامًا صحيًا، وتأمل واسترخي، وتجنب اتخاذ أي قرارات مهمة لمدة عام بعد وفاة شخص تحبه، بالإضافة إلى أهمية الاعتناء بصحتك الجسدية والنفسية خلال هذا الوقت العصيب.
لا تكبح مشاعر الحزن
الحزن هو تجربة معقدة وفردية، وليس هناك مشاعر صحيحة أو خاطئة، فمن المهم أن تسمح لنفسك بالإحساس بكل المشاعر التي تترافق مع الخسارة، كالحزن والغضب والذنب.
ابكي عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك، وتحدّث عن مشاعرك، ولا تقسو على نفسك بسبب ما تشعر به.
البكاء أمرٌ طبيعي، إذ يجد الكثير من الناس ارتياحًا في البكاء. يمكن أن يكون استكشاف المشاعر والتعبير عنها جزءًا من الخسارة، لذا الاستماع إلى الموسيقى أو الكتابة قد يساعدك. وعندما تقضي الوقت بمفردك، يمكنك أن تحاول التواصل مع مشاعرك.
ابق على اتصال
التحدث مع الأصدقاء والأقارب يساعدك على التخلص من شعور الوحدة ويقدّم لك الدعم والتفهّم.
من المهم قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يقدمون لك الدعم. اقبل عروض المساعدة، وتحدث عمن تحب، أو عن قريبك المفضل، أو ببساطة اقض الوقت مع الآخرين.
حسّن صحتك الجسدية
من المهم أيضًا الاهتمام بصحتك الجسدية. حتى عند الحزن، من المهم محاولة الحفاظ على تناول الطعام والماء بانتظام. افعل ما بوسعك للحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الأنشطة الجسدية أثناء يومك. ناقش أي مخاوف صحية مع طبيبك. إن التمتع بصحة جسدية جيدة يساهم في تحسين صحتك العامة.
أقم طقوساً أو نصباً تذكارية
إن تكريم ذكرى أحبائك الراحلين من الممكن أن يساعدك على التعامل مع حزنك عليهم، فبإمكانك إضاءة شمعة، أو زيارة مكانهم المفضل، أو إقامة نصب تذكاريّ لهم في منزلك.
تعامل مع نفسك بصبر
إن الشفاء من الحزن والخسارة هو عملية تدريجية ولا يمكنك تحديد كم من الوقت سوف تستغرق، لذا كن صبوراً وامنح نفسك الوقت الذي تحتاجه لمعالجة مشاعرك والتعامل مع هذه الخسارة.
اعثر على معنىً في خسارتك
في أعقاب خسارتك لأحد عزيز عليك، دائماً ما يكون مفيداً إيجاد معنى وغاية لما حصل، وقد يتمثل هذا في التطوع، أو العمل على مشروع تكريماً لذكرى من خسرته، أو إيجاد شغف جديد في ذكراه.
اطلب المساعدة من المختصين
في حال كان الحزن يؤثر على حياتك اليومية، فمن المفيد طلب الدعم من اختصاصيّ صحة نفسية، حيث يمكن لمعالجة مثل د. كارلا مساعدتك على إيجاد الوسائل والسبل التي ستسمح لك بالتحكم مشاعرك والتعامل مع خسارتك.
تواصل مع د. كارلا واحجز جلسة استفسار مجانية معها من أجل مناقشة ملامح رحلة العلاج التي ستخوضها.
تذكّر أنه ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للتعبير عن الحزن، فكل شخص لديه تجربة فريدة، وما قد ينفع مع شخص معيّن قد لا ينفع مع شخص آخر، والأمر الأهم هو أن تحسن التعامل مع نفسك وأن تأخذ الوقت الكافي للتعافي من آثار هذه الخسارة.